أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يسعدني أن أهدي الشكر لحكومة جنوب أفريقيا على استضافة هذا الحدث النوعي، وحسن استقبالها وكرام ضيافتها للمشاركين فيه، ومنهم المملكة العربية السعودية التي تشارك بصفتها راعياً بلاتينياً لتليكوم العالمي للاتحاد 2018م الذي يجمعنا اليوم في اجتماعه الدوري كل عام بوصفه منصة عالمية لدفع عجلة الابتكار في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وتعزيز فرص التحول الرقمي الذكي، وربط المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالحكومات والقطاع الخاص؛ لتحقيق فوائد أكبر لشعوب العالم.
أيها السيدات والسادة
إن المملكة العربية السعودية معنية بتنمية مجتمع المعلومات والتحول الرقمي، مستثمرةً مواردها البشرية والمالية لتحقيق الريادة فيه، وخلال هذه الجهود أعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله- عن إطلاق رؤية المملكة 2030 فكانت أكبر حافز على مواصلة التميز في هذا المجال باحتواء خطة الرؤية على برنامج التحول الرقمي الهادف إلى بناء حكومة رقمية، واقتصاد رقمي، ومجتمع رقمي. ثم كان بعد ذلك الإعلان عن إنشاء مدينة الحلم الطموح، مدينة “نيوم” الذكية، برأس مال تطويري يبلغ 500 مليار دولار أمريكي، لتكون “نيوم” مهداً للثورة الصناعية الرابعة، بعدد روبوتات يفوق عدد البشر، وحزمة من التقنيات الحديثة كالواقع الافتراضي، والذكاء الاصطناعي، وأنظمة النقل الذكية، وغيرها. ويأتي الإعلان عن هذه المدينة متوازياً مع جهود كبرى تبذلها المملكة العربية السعودية لتحفيز الشباب على الإبداع في مجالات التقنية، ودعم مواهبهم، وتبنّي ابتكاراتهم، كان آخرها استضافتها قبل شهر أكبر “هاكاثون” في منطقة الشرق الأوسط، “هاكاثون الحج”، بمشاركة آلاف المطورين بهدف استقطاب العقول الرائدة في مجال البرمجة والحلول التقنية لتحسين الخدمات المقدمة لحجاج بيت الله الحرام كالأغذية، والصحة، والحلول المالية، والمواصلات، وإدارة الحشود، وترتيبات السفر والإقامة، وإدارة النفايات، وحلول التواصل. وقد أثمر ذلك عن تبنّي عدد من الابتكارات المقدمة من الشباب وتمويلها لتحويلها إلى مشروعات ريادية.
أيها السيدات والسادة
لقد حددنا في المملكة العربية السعودية مرتكزات ثلاثة لتحقيق قفزة رقمية تلبي التطلعات المنشودة وهي: تعزيز البنية التحتية، وتهيئة البيئة الرقمية الحاضنة للعقول والمهارات، وتحفيز الثقافة الرقمية لبناء جيل ريادي. وقد نتج عن ذلك زيادة سرعة الإنترنت 3 أضعاف في سنة واحدة فقط منذ العام 2017م، وزيادة تغطية شبكات الجيل الرابع بنسبة 90 بالمائة، مع اتخاذ خطوات جادة لتمكين الجيل الخامس، وإطلاق تجارب فريدة تعد الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقد أثمر ذلك عن تصنيف المملكة العربية السعودية ضمن الدول الأعلى نضوجاً في تنظيم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات على مستوى العالم وفقاً للاتحاد الدولي للاتصالات، واعتبار سوقها للاتصالات وتقنية المعلومات الأكبر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بإنفاق يتجاوز 36 مليار دولار أمريكي، داخل وسط مجتمعي يتجاوز عدد مستخدمي الإنترنت فيه 90 بالمائةمن النساء والرجال ، وبحجم تجارة إلكترونية تبلغ 8 مليار دولار أمريكي جعلها أكبر أسواق المنطقة.
أيها السيدات والسادة
إن المملكة العربية السعودية منذ أصبحت عضواً في الاتحاد الدولي للاتصالات عام 1949م وعضواً في مجلسه عام 1965م، وهي تسخر إمكانياتها وخبراتها البشرية لدعم أنشطته، والمشاركة في محافله المختلفة، إضافة لكونها من أكبر الداعمين الماليين له، ليظل اتحادنا هذا الجهة الدولية المرجعية في شؤون الاتصالات وتقنية المعلومات، وليعمل هذا الاتحاد على تسخير الاتصالات وتقنية المعلومات من أجل لتحقيق تنمية دولية شاملة ومستدامة.
وختاماً أؤكد أن المملكة العربية السعودية عازمة على مواصلة جهودها لدعم الاتحاد وأنشطته واستمرار مواكبته للمستجدات والمتغيرات بما يكفل التنمية الشاملة، ولا سيما للدول النامية والأقل نمواً؛ وذلك من خلال إعادة ترشحها لعضوية مجلس الاتحاد، وكذلك ترشحها للجنة لوائح الراديو.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.